رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو زكي.. قصة الرجل الذي أحياه حسن شحاتة وخذله كل من أحب

عمرو زكي
عمرو زكي

أعلن مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، تعيين عمرو زكي، لاعب الفريق السابق ونجم منتخب مصر في الجيل الذهبي، في منصب نائب رئيس قطاع الناشئين بالقلعة البيضاء.

وجاء قرار منصور، بعدما أفصحت عائلة عمرو زكي، ووالدته على وجه الخصوص بأنه يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب تهميشه وغيابه عن الظهور الإعلامي، وعدم حصوله على نفس التقدير الذي يحصل عليه زملاؤه في المنتخب الآن في الإعلام والمناصب الإدارية والرياضية.

وخرج أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك المعتزل ومديره الفني السابق، للكشف في برنامجه الإعلامي، عن أن زملاء زكي لم يتخلوا عنه، وأنهم حاولوا التواصل معه أكثر من مرة، ولكنه لا يرد على اتصالاتهم؛ بل إن أحد اللاعبين توجه لمنزله لزيارته، ولكن زكي لم يفتح له الباب "على حد وصف ميدو".
 

 

 


إذًا.. متى بدأت أزمة عمرو زكي؟ وماهي القصة الكاملة لغيابه عن الأنظار؟

أول من تحدث عن أزمة عمرو زكي، وإحساسه بالتهميش والحزن لغيابه عن المشهد الإعلامي، كان إبراهيم سعيد، مدافع الأهلي والزمالك والإسماعيلي السابق، وأحد لاعبي جيل حسن شحاتة التاريخي، وذلك في 31 يناير الماضي، بعدما نشر صورته بقميص الفراعنة على صفحته الشخصية، وعلق: "‏ياريت كل اللي من جيلنا سواء لاعبين أو مدربين أو إعلاميين ابقوا اسالوا واطمنوا علي النجم عمرو زكي".
 


 

عمرو زكي في المستشفى

ولكن هذه لم تكن بداية أزمة عمرو زكي، وإحساسه بالحزن والتهميش، فالقصة تعود إلى صيف 2019، عندما تعرض عمرو زكي لحادث مروري بسيارته في الساحل الشمالي، واصطدامه بأتوبيس سياحي على الطريق العام، وارتطامه بسيارة ميكروباص في الأمام، وارتطام السيارة بشجرة، وظل داخل المستشفى لمدة 6 أشهر يخضع للعلاج من آثار الحادث.

سيارة عمرو زكي بعد الحادث


عمرو زكي سرد قصة الحادث الذي تعرض له في ظهوره عبر قناة الزمالك بأبريل 2020 قائلًا: "تعرضت لنزيف داخلي على المعدة، وجرح قطعي تم تقطيبه بـ55 غرزة في الرأس، وشرخ في 3 ضلوع بالصدر، وجزع شديد في الرقبة، وشرخ في الحوض، ومشاكل في الساق والظهر.

ووجه زكي الشكر لمحمد زيدان، نجم المنتخب الوطني السابق وزميله في الملاعب، الذي رافقه في المستشفى فور علمه بتعرضه للحادث ولم يتركه حتى اطمأن عليه.
 


 

 

 

وفاة والده.. وغياب زملائه

في ديسمبر من عام 2020، أعلن عمرو زكي، عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، عن وفاة والده بعد صراع مع المرض، وتعرض زكي لأزمة نفسية بسبب وفاة والده، ولكن ما زاد الطين بلة، وضاعف تأثير الأزمة في نفسه هو غياب زملائه السابقين عن عزاء والده.

وحضر أحمد حسن، قائد المنتخب الوطني السابق، ومدحت عبدالهادي، وطارق مصطفى، وأيمن  عبدالعزيز من نجوم المنتخب الوطني لعزاء والد زكي، وهو ما آثر في نفسيته بسبب غياب عدد كبير من زملائه في الملاعب عن حضور عزاء والده.

أحمد حسن وعمرو زكي

لماذا يشعر عمرو زكي بالغضب والحزن؟

عمرو زكي، كان واحدًا من أفضل المهاجمين في جيله سواء بمنتخبات الشباب، أو المنتخب الأول، وكذلك كان أحد فصول صراع الصفقات بين الأهلي والزمالك، حتى اختار اللعب للأبيض ذي الخطين الحمر، وقدم تاريخًا كبيرًا مع منتخب مصر منذ بداية تألقه في 2006، وحتى اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي في 2015.

ويشعر النجم المعتزل أنه لا يحصل على التقدير الكافي له، في ظل تواجد أغلب لاعبي جيله عبر الشاشات والمنصات الإعلامية، سواء كضيوف أو مقدمي برامج، بالإضافة إلى تولي البعض منهم مناصب إدارية، وآخرين تولوا مناصب فنية؛ وهو ما جعله يشعر بالتهميش لأنه هو الآخر كان جزءًا من الفريق الذي كتب تاريخ منتخب مصر؛ كذلك كان واحدًا من اللاعبين المنتظر تألقهم في أوروبا، بعد تقديمه أداءً مبهرًا أثناء تواجده مع ويجان في الدوري الإنجليزي.

 

تدوينة إبراهيم سعيد المذكورة في مطلع الحديث؛ أكد صابر، شقيق اللاعب عمرو زكي، أنه تم فهمها بشكل خاطيء لدى المتابعين، مشيرًا إلى أن شقيقه لم يعان من أزمة صحية ولكن ما قصده سعيد هو محاولة لفت النظر لأحقية عمرو زكي بالحصول على نفس القدر من الاهتمام الإعلامي، والظهور عبر المنصات الإعلامية، مشيرًا إلى أن الظهور التليفزيوني والتحليل ليس حكرًا على مجموعة بعينها.
 

وواصل صابر أن شقيقه يشعر بالغضب من كثرة شائعات المرض التي أطلقت عنه، مؤكدًا أن والدتهما دخلت في حالة مرضية سيئة بسبب الشائعات التي تطلق على عمرو، وكثرة الحديث عن مرضه ودخوله في غيبوبة، وهو ما لم يحدث على الإطلاق.
 


عمرو زكي.. بين هدف السنغال والانتقال لريال مدريد 

بدأ عمرو زكي مسيرته مع كرة القدم، ضمن صفوف فريق المريخ البورسعيدي بقطاع الناشئين، ولكن مع تألقه اللافت، وقوته البدنية المتميزة عن زملائه في نفس السن؛ انتقل لفريق المنصورة في سن الـ15؛ ثم تم تصعيده للفريق الأول في سن الـ16، ولعب مع الفريق لمدة موسمين سجل خلالهما 19 هدفًا وهو رقم جيد بالنسبة للاعب في بداية شبابه، لينضم بعدها لمنتخب الشباب تحت قيادة جمال محمد علي.

 

ومع استمرار تألقه، انتقل عمرو زكي لفريق إنبي في صيف 2003، في صفقة بلغت قيمتها 2 مليون و500 ألف، ليتألق تحت قيادة طه بصري، ويحقق مع الفريق البترولي بطولة كأس مصر، ووصافة الدوري الممتاز.

 

وجذب عمرو زكي أنظار حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب الوطني آنذاك، وضمه لصفوف المنتخب في قائمة بطولة كأس أمم إفريقيا 2006، ليدخل زكي تحديًا جديدًا في مسيرته.

 

وسجل عمرو زكي واحدًا من أهم أهداف مسيرته الكروية، في مباراة السنغال بالدور نصف النهائي للبطولة، بعد أن حل بديلًا لأحمد حسام ميدو، في المباراة التي شهدت الأزمة الشهيرة بين الأخير وحسن شحاتة، ليعبر المنتخب للنهائي بفضل رأس زكي.

 

 

 

وبعد بطولة أمم إفريقيا، انتقل عمرو زكي لفريق لوكوموتيف موسكو الروسي، على سبيل الإعارة، ولكنه لم ينجح في المشاركة مع الفريق بسبب عدم قدرته على التأقلم على الأجواء هناك وبرودة الطقس ليعود إلى مصر بعد 3 أشهر فقط.

 

ورفض زكي محاولات الأهلي لضمه في تلك الفترة، واختار اللعب لصفوف نادي الزمالك، على سبيل الإعارة ثم انضم نهائيًا للفريق بعد نهاية الإعارة.

 

وقدم عمرو زكي أفضل مستوياته مع نادي الزمالك، واستطاع قيادة الفريق للفوز بالبطولات مرة أخرى، وأبرزها كأس مصر في 2008 بعد الفوز على إنبي في المباراة النهائية.

 

وانضم زكي لقائمة المنتخب الوطني في بطولة كأس أمم إفريقيا 2008، والتي استضافتها غانا، وكان أحد العوامل المهمة لفوز الفراعنة باللقب الثاني على التوالي، وخاصة بعد أدائه القوي في مباراة نصف النهائي ضد كوت ديفوار، والتي سجل فيها هدفين في انتصار المنتخب بأربعة أهداف لهدف.

 

 

وانتقل زكي بعد البطولة لفريق ويجان أتلتيك الإنجليزي، على سبيل الإعارة، مقابل 1.5 مليون جنيه استرليني، مع شرط حصول الزمالك على نصف مليون جنيه إسترليني حال تسجيل زكي 10 أهداف في الدوري الإنجليزي.

 

وسجل عمرو زكي في أولى مبارياته ضد وست هام، ثم سجل ثنائية في هال سيتي، وبعدها ثنائية في مرمى ليفربول.

 

وسجل زكي أهدافه العشرة، وحصل الزمالك على المبلغ المتفق عليه، وكان قريبًا من الانتقال للفريق بشكل نهائي، بعد عرض ويجان 8 مليون جنيه استرليني للفوز بخدماته بشكل نهائي.

 

 

ولكن مسيرة عمرو زكي انتهت في الدوري الانجليزي بعد عدد من الأزمات كانت أخرها تأخره عن الوصول لإنجلترا، بعد مشاركته مع منتخب مصر في مباراة زامبيا بتصفيات مونديال 2010.

 

ويقول ستيف بروس، المدير الفني لويجان آنذاك عن عمرو زكي: "خلال فترة عملي بكرة القدم، لم أتعامل مع شخص غير محترف مثل عمرو زكي، لقد كانت لديه أزمات في حياته الشخصية، هو من اختار الطريق لنفسه، وهو من يعرف سبب اختيار هذا الطريق".

 

وعاد عمرو زكي للزمالك، ثم انتقل في يناير 2010 لفريق هال سيتي الإنجليزي، ولكن لم يكتب له النجاح مرة أخرى.

 

بعد رحيله عن الزمالك في 2010 لفريق إلازيجاسبور التركي، خاض عمرو زكي العديد من التجارب في أكثر من دوري ولكن أغلبها لم يستمر سوى أشهر قليلة بل إن أحدها انتهت بعد شهر واحد فقط.

 

فلعب زكي لأندية السالمية القطري، والرجاء البيضاوي المغربي، ووقع للعهد اللبناني لكنه لم يلعب بقميصهم ورحل بعد شهر واحد فقط بسبب إصابته وحاجته لفترة طويلة من العلاج الطبيعي والتأهيل، قبل أن ينضم للمقاولون في يناير 2015.

وكشف عمرو زكي في تصريحات سابقة، عن أنه كان قريبًا من الانتقال لصفوف ريال مدريد، أثناء تواجده مع ويجان، مشيرًا إلى أن النادي الملكي أبدى اهتمامًا بضمه وكذلك فريق ليفربول الإنجليزي، ولكن تعنت إدارة الزمالك تسبب في إفشال الصفقة.

 

 


الاعتزال النهائي.. مرتضى منصور وعده وحسن شحاتة أنهى مسيرته


بعد فسخ تعاقده مع العهد اللبناني، أصر عمرو زكي على العودة مرة أخرى للملاعب، فخضع لعملية جراحية في ألمانيا، وفترات علاج طبيعي من أجل العودة بشكل جيد للملاعب مرة أخرى.

 

وقال زكي في حديث تليفزيوني سابق، إنه أنفق على فترة علاجه من حسابه الخاص، مشيرًا إلى أنه دفع مبلغ قرابة الـ200 ألف دولار من أجل العلاج من الإصابة.

 

وأرجع زكي تكرر إصابته إلى تسرع حسن شحاتة، المدير الفني للمقاولون آنذاك في الدفع به ومشاركته مع الفريق؛ ثم بعد شفائه مرة أخرى رفض شحاتة الدفع به في أي مباراة أو قيده حتى في قائمة الفريق والجلوس على دكة البدلاء.

عمرو زكي أكد في حديثه أنه تلقى وعدًا من مرتضى منصور، رئيس الزمالك، بالعودة للفريق حال استعادته لمستواه، ولكن تعنت حسن شحاتة، ورفضه الدفع به في المباريات أدى إلى اتخاذه قرار الاعتزال النهائي وكتابة النهاية لمسيرته مع الساحرة المستديرة.