imageعصر وائل كفوري

من منا لا يتمنى أن يعيش في عصر الأغنية الذهبية؟ ولكن بالنسبة لي و لكل كفوري نشكر الله انه سمح لنا أن نعيش في العصر الذي يتواجد فيه وائل كفوري، عصر مشرف و سنحسد عليه من قبل أحفادنا و أحفاد أحفادنا.

وائل ليس بفنان فقط.. انه حالة استثنائية لا تتكرر، انه صوت، أخلاق و التزام.

منذ أغنيته الأولى بدأ عصر الأغنية الشبابية الرصينة.. و معه بدأ نهج جديد للفن هو امتداد للفن في عصره الذهبي..جامعا الجديد مع أصالة القديم و محافظا عليه لأنه فن أجدادنا و تراثنا و من يتخلى عن أصله يكون فاقدًا له.

هكذا اعتدنا من عرابنا وائل ..لأنه الوحيد الذي “يتقن” أصول الموال اللبناني و هو من حثّ زملائه على الحفاظ عليه واستفزهم للعودة إليه.

في العصر الذهبي كان هناك جدال ومقارنة بين محمد عبد الوهاب و فريد الأطرش…

رأى البعض أن “صوت عبد الوهاب أكثر رخامة في الطبقات الحادة…بينما رأى البعض الأخر أن صوت فريد أكثر سعة وأعمق مقاما مع إحساس عالي يوحي لمن يسمعه بأنه على وشك البكاء…. و قيل أن الحان عبد الوهاب تتفوق على الحان فريد وتفوق في الموشحات المونولوج ,القصائد , الأغاني الوطنية والانفتاح على الموسيقى الغربية .

ولكن الأطرش أجاد الموال بكافة اللهجات وتفوق بالإحساس..وكان أوضح من حيث مخارج الحروف و أكثر قبولا على الشاشة من عبد الوهاب.

ولعل وائل كفوري هو المطرب الوحيد من الجيل الشبابي الذي يجمع بين اغلب صفات هذين العملاقين بالإضافة إلى العملاق وديع الصافي…..والثلاثة تعتبر أصواتهم من الأصوات التي تصنف ب ال (تينور ) وكذلك هو صوت وائل كفوري الذي غنى الموال ، القصيدة ,الأغنية الرومانسية والوطنية و تنوع بأغانيه من خلال لهجة واحدة و هي اللهجة اللبنانية وهنا تكمن صعوبة الأمر.

يتفاخر بعض الفنانين بأنه استطاع أن يغني الخليجي ،اللبناني ، المصري و المغربي وآنا أقول أن تنوع الأغنية يكون بتنوع النصوص والمواضيع واختيار اللحن المميز وتوظيف القدرات الصوتية والإحساس وهنا تبرز عظمة الفنان وليس بتعدد اللهجات و هذا الذي فرّق وائل كفوري عن غيره .

و عن إحساسه ..من منا لم تبكه أغاني وائل ؟؟ ا مثلا صفحة و طويتا , ١٢ شهر أو تبكي الطيور مثلا هذه الاغنية التي نقلت وائل كفوري من الاحتراف إلى احتراف الاحتراف. هذه الأغنية

ما يقدمه وائل كفوري هو إثراء وإضافة للرصيد الفني لا لرصيده المالي ، والبرهان على ذلك أن وائل ليس لديه أعمال غير فنية ..

فنّ وائل كفوري متنوع، لديه الصوت الوحيد من نوعه والإحساس الكافي لتحريك القلوب.. قدرة على تجسيد المشاعر صوتيا مع فطنة وذكاء في اختيار الكلمات واللحن و هو معطاء في فنه لا يطلب بالمقابل إلا رفع شأن الأغنية اللبنانية بأغاني ذات مستوى فني عالي …وبذلك كسب وباستحقاق ما هو أثمن من المال .. النجاح و محبة الناس والديمومة.

وأقولها وبكل ثقة..ياوريث الأغنية اللبنانية….هذا عصرك ..عصر وائل كفوري..

عصرك سيدوم ويدوم ويدوم ..مادام هنالك أذن تتوق لسماع كل ماهو عالي الجودة وراقي..

زينة جدعون