أطفال غزة يعيشون ظروفا قاسية

لا تميز الحرب في غزة بين امرأة ورجل، ولا بين كبير في السن أو صغير، فقد قلبت حياة الغزيين رأسا على عقب ويبقى الأطفال الحلقة الأضعف في كل الصراعات، فهم من تكتظ بهم خيام النازحين ومراكز الإيواء من الحرب الإسرائيلية في غزة.

فأطفال غزة تغيرت حياتهم بعد أن قلبت الحرب أحوالهم، ويعانون وسط انعدام سبل العيش من ماء وغذاء، وحتى الأطفال الخدج في حضانات المشافي يموتون بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء والأكسجين.

انعاش روح أطفال غزة 

وفي محاولة للتخفيف عن الأطفال قال لأخبار الآن صانع المحتوى التونسي سيف الجلاصي المقيم في سكوتلاندا، وعضو المجلس الشبابي للأمم المتحدة، بأنه زار فلسطين عدّة مرّات في ظروف مختلفة، في إطار إنعاش روح الأطفال وبعث الأمل فيهم، حيث يقوم وغيره من المتطوعين في قوافل الإغاثة.

مؤكدا  لأخبار الآن، بأن زياراته المتعددة الى فلسطين تأتي في إطار دعم الأطفال وتقبلهم للآخر لبناء السلم الاجتماعي، حيث تم دعوته من بلدية رام الله ومؤسسات ثقافية في فلسطين، كما أنه زار الضفة الغربيّة أكثر من مرّة.

وقال سيف الجلاصي بأنه عمل مباشرة مع الأطفال في فلسطين، وأقام عددا من ورش التدريب المسرحي، والدرامي، والأنشطة الثقافيّة من أجل التوعية بحقوق الأطفال وحقهم في العيش الكريم.

اختلاف أطفال غزة

أوضح سيف بأن أطفال غزة يختلفون عن باقي أطفال العالم، بسبب أوضاع العيش الصعبة التي يكبرون فيها، فهم يكبرون بلا طفولتهم، فبحسب تجاربه الخاصة يعتبر سيف أن ما يعيشه أطفال غزة من أخطر الأشياء التي سيكبر عليها هذا الجيل الجديد الذي تغيب عنه الطفولة، والحق في اللعب والترفيه، كما يخسرون حقهم في التعليم، وفي الصحة الجيّدة.

وأضاف الجلاصي أنه عندما يتم التحدث عن الأطفال يجب أن نتحدث عن البراءة، وعن أطفال لا يعرفون عن الحروب والقذائف والنزاعات شيئا.

كيف يعيش أطفال غزة في ظل انعدام سبل العيش؟

أطفال غزة كبروا قبل أوانهم وفقدوا طفولتهم 

كما تسائل سيف الجلاصي كيف يريدون أن يعيش أطفال غزة مثلهم مثل باقي الأطفال في العالم؟ فهذا جدا مؤسف فأطفال غزة اليوم ليسوا بأطفال، إنما كبروا في السن قبل أوانهم وأصبحوا يعيشون ظروفا فظيعة ومَأساويّة، وعما يحدث في غزة الآن وعن الفرق بينه الوضع الحالي وزياراته المتعددة السابقة إلى فلسطين، يقول الجلاصي إنه “من المؤسف أن أشهد هذا في  بلد زرته وعملت مع أناسه وأطفاله وشبابه، وللأسف هذه الظروف تجعل المنظمات الدوليّة والمجتمع الدولي عاجزا عن المساعدة وهذه كارثة إنسانيّة، فقد سقط أكثر من 11 ألف شهيد، أكثر من 40% منهم أطفال لا دخل لهم في هذه الحرب، لكنهم من يدفعون ضريبة هذا النزاع.

ما الذي يحتاجه أطفال غزة  الآن؟

قال سيف الجلاصي بأن الوقف الفوري لإطلاق النار هو ما يحتاجه أطفال غزة الآن من أجل سلامتهم، فهم يحتاجون إلى رعاية صحيّة ونفسيّة لمعالجة الصدمة التي تلقوها، وهذا سيتطلب وقتا كبيرا لكنه مهم لسلامة الأجيال القادمة، خاتما لقائه مع أخبار الآن  بأن الأطفال هم دائما من يعانون في غزة، وأنه أصبح يتجنب مشاهدة الأطفال وما يحدث معهم جراء الحرب مؤخرا.