أبرزهم بهاء سلطان ومحمد محيي.. نجوم قدامى يعودون للغناء بمصر

epa01860432 A picture made available on 14 September 2009 shows Egyptian singer Bahaa Sultan perform during a concert made for the holy month of Ramadan in Akhbar El Youm tent in Cairo, Egypt on 13 September 2009 EPA/MOHAMED OMAR
بهاء سلطان عاد بعد خلافات طويلة مع منتج أغانيه نصر محروس (الأوروبية)
علاء عبد الرازق-القاهرة

على مسرح قاعة النهر في ساقية الصاوي بالقاهرة، وقف المطرب المصري بهاء سلطان ليلة الجمعة الماضية، يستعيد مع جمهوره أغانيه التي علقت بأذهانهم قبل نحو عقدين من الزمن.

وبدا المطرب (47 عاما) غير مصدق أن جمهوره لا يزال يحفظ هذه الأغاني، وبعد أن بدأ بدعوة الجماهير لاستذكار أشهر أغانيه، مثل: "يا ترى" و"أنا مصمم" و"جرحني مرة"، تفاجأ بالآلاف يرددون معه كلمات هذه الأغنيات.

وجاءت عودة سلطان مع حفل مشترك مع مطربين آخرين في ملعب القاهرة في عيد الحب في فبراير/شباط الماضي، ثم في حفل منفرد استضافته ساقية الصاوي، ونفدت تذاكره قبل الحفل بأسبوع، مما دفع مؤسس الساقية (مركز ثقافي وفني) إلى وعد الجماهير بتكرار الحفل.

هذه العودة تأتي بعد خلافات طويلة بين سلطان ومنتج أغانيه نصر محروس، بسبب عدم طرح ألبوم "سيجارة"، ليطالبه المنتج بدفع الشرط الجزائي المقدر بنحو مليون ونصف مليون دولار، الأمر الذي رفضه سلطان، لينتقل الخلاف لساحات القضاء، واستمر سنوات.

وكانت الفنانة إسعاد يونس استغلت حلقة رأس السنة في برنامج صاحبة السعادة الذي تقدمه على إحدى القنوات المصرية لطرح مبادرة تستهدف حل الأزمة بشكل ودي، وذلك أثناء استضافتها بهاء سلطان، وهو ما رحب به الطرفان.

ترحيب واسع
ورحب جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بحفل بهاء سلطان، ووضع محبوه مقاطع فيديو من الحفل على تويتر، واحتفوا بعودته وأبدوا سعادتهم بحفله.

 

 

مطرب نهاية التسعينيات
يذكر أن نجم سلطان بزغ في نهاية التسعينيات، ضمن مجموعة من المطربين الجدد الذين قدمهم المنتج نصر محروس في ذلك الوقت، مثل تامر حسني وشيرين عبد الوهاب، ونجحت أولى أغانيه "احلف" من كلمات الشاعر مصطفى كامل نجاحا كبيرا، وتوالت نجاحاته بألبوماته "ياللي ماشي" عام 1999، ثم ألبوم "تلات دقايق" في بداية الألفية، ثم "كان زمان" 2006 و"ومالنا" عام 2011.

وتزامنت عودة سلطان مع عودة نجم التسعينيات المطرب محمد محيي لجمهوره بعد سنوات طويلة من الغياب "بألبومه" الجديد "بتاع زمان"، الذي أطلق منه أغنية "سهرانين" على يوتيوب، من كلمات نور حمدي، وألحان محمد محيي، ليحقق مشاهدات تجاوزت مليون مشاهدة في نحو ستة أيام.

ويضم "ألبوم" محيي الجديد 18 أغنية: "قضية"، و"هربت"، و"أخبار الحبايب"، و"يوم جديد"، و"غرست أمرى"، و"ورقة وقلم"، و"أحلى الناس"، و"قدامي واحد"، و"بتاع زمان"، و"بعدنا"، و"ماتسألوهاش"، و"سهرانين"، و"فوضت أمرى"، و"حاجة غريبة"، و"واحد يخون"، و"ساقى الورد". ويتعاون محيي مع كبار الشعراء، مثل الشعراء أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة وأحمد مرزوق وعنتر هلال.

ويعد محيي أحد أبرز نجوم الغناء في التسعينيات، وحقق شعبية كبيرة بأغانيه التي اتسمت بطابع الحزن والفراق، منذ ألبومه الأول "أنا حبيت" عام 1991، وتوالت ألبوماته "ليه الحبيب" و"أعاتبك" الذي حقق مبيعات كبيرة، كما حقق "ألبوماه" "صورة ودمعة" و"قادر وتعملها" نجاحا كبيرا.

الإنترنت بديل
جاء طرح أغنية "سهرانين" لمحيي على الإنترنت، قبل صدور الألبوم فعليا، كسياسة جديدة يتبعها نجوم الغناء في العالم العربي، في ظل عدم الاعتماد على مبيعات الأسطوانات بصفة رئيسية، والاتجاه لطرح الألبومات الغنائية أولا على مواقع التواصل أو تطبيقات الأغاني على الهواتف المحمولة.

مثلما فعل عمرو دياب العام الماضي، حيث طرح ألبوما كاملا عبر أغاني منفردة توالت واحدة بعد الأخرى العام الماضي، أو ما فعله الشهر الماضي حيث طرح ألبومه الجديد عبر شركة للاتصالات المصرية أولا قبل أن ينزله على يوتيوب وتطبيقات الهاتف وطرحه فعليا في الأسواق.

وشهد العقد الأخير ركودا كبيرا في سوق الأسطوانات، بعد عقود من انتعاش السوق الغنائي في مصر، الذي بلغ ذروته في التسعينيات، حيث شهدت تنافسا كبيرا في سوق "الكاسيت" بين نجوم الغناء في التسعينيات مثل محمد فؤاد ومصطفي قمر وإيهاب توفيق وهشام عباس وغيرهم، ومع انتشار الإنترنت في بدايات الألفية وقرصنة الأغاني بدأ التراجع الكبير في المبيعات، وتراجع كثير من المنتجين عن الاستثمار في سوق الغناء.

لكن عودة بهاء سلطان لجمهوره وطرح "الألبوم" الجديد لمحيي قد يمثلان تشجيعا لبعض مطربي التسعينيات المختفين عن الساحة الغنائية على العودة من جديد، والتكيف مع الطرق الجديدة لتحقيق الأرباح على الإنترنت، لتكون بديلا عن أغاني المهرجانات التي تحقق نجاحا هائلا على مواقع التواصل ويوتيوب، وتثير جدلا كبيرا بين المصريين.

المصدر : الجزيرة